كريم عبد السلام

لن ننسى دماء الشهداء 

الثلاثاء، 19 فبراير 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن نتوقف عن الحياة، لأن مجموعة من الكلاب المسعورة هاجمت كمينا أمنيا فى شمال سيناء، ولن نبلغ من وراء هؤلاء الكلاب غايتهم بإحباطنا وكسر إرادتنا وإخافتنا، نحن لن نحبط أبدا، وسنذهب إلى أعمالنا لنضاعف إنتاجنا وجهدنا حتى نبنى بلدنا، ولن تنكسر إرادتنا أبدا أمام هجمات الجبناء، بل نحن موقنون بيأسهم وهوانهم وهزيمتهم واجتثاث جذورهم من أرضنا، كما أننا لن نخاف على حياتنا وأعمالنا، وسنواجه هؤلاء الإرهابيين مع الجيش والشرطة، إيمانا منا بأن معركة الإرهاب هى معركتنا جميعا، معركة كل المصريين.
 
قلنا من قبل إن قواتنا المسلحة والشرطة لا تواجه فى سيناء مجموعات من المتطرفين القتلة الذين يصنفون أنفسهم إسلاميين ويبايعون أبوبكر البغدادى وإمارته المزعومة، كما أنها لا تواجه فقط تحالفا بين مهربى البشر والمخدرات والبضائع وبين المجموعات الإرهابية والمتسللين عبر الحدود، لا، فهؤلاء وأولئك أمرهم هين مهما كان عددهم بالمئات أو بالآلاف، ومهما تغلغلوا وسط أهالى سيناء وأقنعوا الفقراء والعاطلين بالانضمام إليهم.
 
ما يحدث فى سيناء صراع بين إرادتين، بين مشروعين، بين دولة تريد فرض سيادتها وكلمتها على حدودها وبين معسكر الطامعين المستعمرين من الأعداء التقليديين والمستجدين على معسكر العداء.
إرادة الدولة المصرية، هى التنمية والتعمير وربط سيناء بالوادى والدلتا بعد سنوات من الانفصال الجغرافى والإهمال التنموى الذى كان يصب مباشرة فى المصالح الاستراتيجية للعدو التقليدى إسرائيل، أو فى مصلحة العدو الجديد الراغب فى بسط سيطرته على المنطقة من خلال التسلل إلى أطرافها بالمال والمرتزقة والسلاح، وأعنى به آيات الله فى طهران. 
 
إسرائيل كانت ولا تزال تريد سيناء صحراء جرداء بدون تنمية ولا تعمير ولا انتشار أمنى وعسكرى مصرى مكثف، والأسباب معروفة ومعلنة ويلوكها خبراؤهم ومحللوهم فى وسائل الإعلام ليل نهار، هم طامعون فى سيناء كلها وليس فقط فى الشريط الساحلى من رفح وحتى العريش بطول 40 كيلومترا لإقامة مشروع غزة العريش وتنقية الضفة الغربية من الفلسطينيين، بل هم ما زالوا يحلمون بالمشروع الصهيونى من النيل إلى الفرات والكنيست الإسرائيلى مازال يرفع هذا الشعار.
 
وطهران تخطو خطوات عملية فى مواجهة الولايات المتحدة والحصار المفروض عليها بالعمل على التمدد فى البلاد العربية من خلال نشر التشيع واستقطاب الفئات الفقيرة بالمال أو زرع المرتزقة التابعين لها، ليكونوا طلائع مسلحة كامنة تتحرك فى الوقت المناسب لإثارة الاضطرابات وارتكاب العمليات الإرهابية، بهدف نشر الفوضى أو إثبات أن لها موطئ قدم.
 
وهؤلاء الإرهابيون وأطراف المؤامرة على بلدنا يجهلون أن مصر محمية ومحفوظة برعاية الله، وأنها «البلد الأمين» المذكور فى كتاب الله، ومعبر الأنبياء، كما يجهل هؤلاء الخونة أن أبناء الشعب المصرى لا تزيدهم الأعمال الإرهابية الحقيرة إلا إصرارا على مواجهتهم، واحتشادا لحصارهم، والقبض على عناصرهم واقتلاع جذورهم.
 
ويجهل هؤلاء الإرهابيون وأعوانهم وعناصر المؤامرة على بلدنا أنهم مكشوفون تماما، المنفذون منهم للأعمال الإرهابية، أو عناصر التطرف العاملة على اجتذاب مزيد من الشباب والتغرير بهم بدعوى الجهاد، أو كتائب الإعلام المرئى الإلكترونى التى تروج للأهداف الغربية بصورة أو بأخرى للإبقاء على الأوضاع فى مصر غير مستقرة.
 
ونؤكد أن مشروعات التنمية والتعمير فى سيناء لن تتوقف، وكلما حاول الإرهابيون ومن وراءهم أن يضعوا أقدامهم فى منطقة ويثيروا الرعب فى نفوس أهلها، سنواجههم بأمرين، الأول القوة المفرطة، والثانى التنمية الشاملة، ولعلنا لاحظنا التحرك الحكومى المكثف خلال الفترة الماضية وتعديل خطط التنمية لتحتل منطقة بئر العبدالصدارة، وبعد افتتاح المزارع السمكية بوسط سيناء والإعلان عن مشروعات صناعية جديدة مشتركة بين القطاعين الحكومى والخاص، تم الإعلان عن إقامة مدينة إنتاجية متكاملة بمحيط بئر العبد بتكلفة تصل إلى مائة مليار جنيه.
 
سننتصر على الإرهاب وداعميه وراياته الغبراء لأن إرادة الحياة أقوى وأبقى من دعاة الخراب والقتل والكراهية والفوضى والفتنة، ورغم القيم المقلوبة والمزايدات الرخيصة والاستقواء بالخارج، لأن إيماننا بأن الله يدافع عن عباده المخلصين راسخ لا يتزعزع.
 
سننتصر بإذن الله على الإرهابيين الخونة، المدعومين من أعداء الوطن فى المنطقة أو فى الغرب، مهما قتلوا من أبرياء أو أسقطوا من مصابين لا ذنب لهم إلاّ أنهم أرادوا حماية بلدهم أو الذهاب إلى أعمالهم أو التحرك بأمان لقضاء مصالحهم.
 
سننتصر بإذن الله على الإرهاب الأسود وذيوله، مهما كانت التحديات ومهما بلغ عدد الشهداء منا، نساء وأطفالا وشيوخا، شرطة وجيشا، عمالا ومزاعين وأطباء وإعلاميين ومدنيين أبرياء.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة